تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٥٠٣
سورة القدر مدنية، عددها خمس آيات كوفي تفسير سورة القدر من الآية (1) إلى الآية (5).
قوله: * (إنا أنزلنه) * يعني القرآن أنزله الله عز وجل من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا، إلى السفرة، وهم الكتبة من الملائكة، وكان ينزل تلك الليلة من الوحي على قدر ما ينزل به جبريل، عليه السلام، على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من قابل حتى نزل القرآن كله * (في ليلة القدر) * [آية: 1] من شهر رمضان من السماء، ثم قال: * (وما أدرك ما ليلة القدر) * [آية: 2] تعظيما لها، ثم أخبر عنها، فقال: * (ليلة القدر خير من ألف شهر) * [آية: 3] يقول: العمل فيها خير من العمل في ألف شهر فيما سواها ليس فيها ليلة القدر * (تنزل الملائكة والروح فيها) * في تلك الليلة عند غروب الشمس * (بإذن ربهم) * يعني بأمر ربهم * (من كل أمر) * [آية: 4] ينزلون فيها بالرحمة، وبكل أمر قدره الله وقضاه في تلك السنة، ينزلون فيها ما يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل، ثم أخبر عن تلك الليلة، فقال: * (سلم هي) * هي سلام وبركة وخير * (حتى مطلع الفجر) * [آية: 5].
حدثنا عبد الله بن ثابت، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل، قال:
أخبرني مقاتل بن حيان، عن الضحاك بن مزاحم، عن أنس بن مالك، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: الروح على صورة إنسان عظيم الخلقة، وهو الذي قال الله عز وجل: * (ويسألونك عن الروح) * [الإسراء: 85]، وهو الملك، وهو يقوم مع الملائكة صفا.
(٥٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 498 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 ... » »»