تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٩٨
سورة التنين مكية وعددها ثمان آيات تفسير سورة التين من الآية (1) إلى الآية (8).
قوله: * (والتين والزيتون) * [آية: 1] أقسم الله عز وجل بالتين الذي يؤكل، والزيتون الذي يخرج منه الزيت * (وطور سينين) * [آية: 2] يعني الجبل الحسن وهو بالنبطية، وهو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى، عليه السلام، يوم أخذ التوراة، وكل جبل لا يحمل الثمر لا يقال له سيناء، * (وهذا البلد الأمين) * [آية: 3] يعني مكة يأمن فيه كل خائف، وكل أحد في الجاهلية والإسلام، ولا تقام فيه الحدود فأقسم الله عز وجل بهؤلاء الآيات الأربع.
فقال: * (لقد خلقنا الإنسن في أحسن تقويم) * [آية: 4] يعني يمشي على رجلين وغيره يمشي على أربع، وأحسن التقويم الشباب، وحسن الصورة، * (ثم رددنه) * بعد الشباب والصورة الحسنة * (أسفل سافلين) * [آية: 5] يعني من الصورة لأنه يسقط حاجباه، ويذهب شبابه، وعقله، وقوته، وصوته، وصورته، فلا يكون شيئا أقبح منه، وما خلق الله شيئا أحسن من الشباب، ثم استثنى، فقال: * (إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) * [آية: 6] يعني غير منقوص، لا يمن به عليهم، يقول: ليس الأجر في الهرم إلا للمؤمنين، وذلك أن المؤمن إذا كبر ومرض كتب له حسناته في كبره، وما كان يعمل في شبابه وصحته لا ينقص، ولا يمن له عليه، وأما الكافر، فإنه إذا شاخ وكبر ختم له بالشرك، ووجبت له النار فيموت والله تبارك وتعالى عليه غضبان، والملائكة والسماوات والأرض.
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»