تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٤١
يقول: " وصالح المؤمنين " قال علي بن أبي طالب.
أقول: ذكر صاحب البرهان بعد إيراد رواية أبي بصير السابقة أن محمد بن العباس أورد في هذا المعنى اثنين وخمسين حديثا من طرق الخاصة والعامة ثم أورد نبذة منها.
وفي الكافي بإسناده عن عبد الاعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا " جلس رجل من المؤمنين يبكي وقال: أنا عجزت عن نفسي وكلفت أهلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك.
وفيه بإسناده عن سماعة عن أبي بصير في قوله: " قوا أنفسكم وأهليكم نارا " قلت:
كيف أقيهم؟ قال: تأمرهم بما أمر الله وتنهاهم عما نهى الله فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم وإن عصوك كنت قد قضيت ما عليك.
أقول: ورواه بطريق آخر عن ذرعة عن أبي بصير عنه عليه السلام.
وفي الدر المنثور أخرج عبد الرزاق والفاريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في المدخل عن علي بن أبي طالب في قوله:
" قوا أنفسكم وأهليكم نارا " قال: علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم.
وفيه أخرج ابن مردويه عن زيد بن أسلم قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية " قوا أنفسكم وأهليكم نارا " فقالوا: يا رسول الله كيف نقي أهلنا نارا؟ قال: تأمرونهم بما يحبه الله وتنهونهم عما يكره الله.
وفي الكافي بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا " قال: يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه.
قال محمد بن الفضيل: سألت عنها أبا الحسن عليه السلام فقال: يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، الحديث.
وفي الدر المنثور أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال معاذ بن جبل: يا رسول الله ما التوبة النصوح؟ قال: أن يندم العبد على الذنب الذي أصاب فيعتذر إلى الله ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع.
أقول: والروايات في هذا المعنى كثيرة من الفريقين.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست