تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٣٤٢
وفي الكافي بإسناده عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله:
" يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم " أئمة المؤمنين يوم القيامة يسعى (1) بين أيدي المؤمنين وبأيمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة.
وفي تفسير القمي في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في الآية: من كان له نور يومئذ نجا، وكل مؤمن له نور.
ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين _ 10. وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين _ 11.
ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين _ 12.
(بيان) تتضمن الآيات الكريمة مثلين يمثل بهما الله سبحانه حال الكفار والمؤمنين في أن شقاء الكفار وهلاكهم إنما كان بخيانتهم لله ورسوله وكفرهم ولم ينفعهم اتصال بسبب إلى الأنبياء المكرمين، وأن سعادة المؤمنين وفلاحهم إنما كان بإخلاصهم الايمان بالله ورسوله والقنوت وحسن الطاعة ولم يضرهم اتصال بأعداء الله بسبب فإنما ملاك الكرامة عند الله التقوى.

(1) يسعون، ظ.
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست