نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استمعوا له فلما سمعوا قرآنه قال بعضهم لبعض: (أنصتوا) يعني اسكتوا (فلما قضي) أي فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من القرآن (ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا) إلى آخر الآيات.
فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شرائع الاسلام فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى اله عليه واله وسلم (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن) السورة كلها، فحكى الله قولهم وولى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم، وكانوا يعودون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل وقت فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام أن يعلمهم ويفقههم فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس، وهم ولد الجان.
أقول والروايات في قصة هؤلاء النفر من الجن الذين استمعوا إلى القرآن كثيرة مختلفة اختلافا شديدا، ولا سبيل إلى تصحيح متونها بالكتاب أو بقرائن موثوق بها ولذا اكتفينا منها على ما تقدم من خبر القمي وسيأتي نبذ منها في تفسير سورة الجن إن شاء الله تعالى.
وفيه سئل العالم عليه السلام عن مؤمني الجن أيدخلون الجنة؟ فقال: لا، ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنو الجن وفساق الشيعة.
أقول: وروي مثله في بعض الروايات الموقوفة من طرق أهل السنة، ورواية القمي مرسلة كالمضمرة فإن قبلت فلتحمل على أدنى مراتب الجنة وعمومات الكتاب تدل على عموم الثواب للمطيعين من الإنس والجن.
وفي الكافي بإسناده عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
سادة النبيين والمرسلين خمسة: وهم أولو العزم من الرسل وعليهم دارت الرحى: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى جميع الأنبياء.
وفيه بإسناده عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أول وصي كان على وجه الأرض هبة الله بن آدم، وما من نبي مضى إلا وله وصي.