تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ١٤
الصادق الوعد، فأما طه فاسم من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعناه يا طالب الحق الهادي إليه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى بل لتسعد به.
وأما طس فمعناه أنا الطالب السميع، وأما طسم فمعناه أنا الطالب السميع المبدى المعيد، وأما يس فاسم من أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعناه يا أيها السامع للوحي والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم.
وأما ص فعين تنبع من تحت العرش وهي التي توضأ منها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما عرج به و ويدخلها جبرئيل كل يوم دخلة فيغتمس فيها ثم يخرج منها فينفض أجنحته فليس من قطرة تقطر من أجنحته إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يسبح الله ويقدسه و يكبره ويحمده إلى يوم القيامة.
وأما حم فمعناه الحميد المجيد، وأما حمعسق فمعناه الحليم المثيب العالم السميع القادر القوى، وأماق فهو الجبل المحيط بالأرض وخضرة السماء منه وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها، وأمان فهو نهر في الجنة قال الله عز وجل اجمد فجمد فصار مدادا ثم قال عز وجل للقلم: اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من نور.
قال سفيان: فقلت له: يا بن رسول الله بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان وعلمني مما علمك الله فقال: يا بن سعيد لولا أنك أهل للجواب ما أجبتك فنون ملك يؤدى إلى القلم وهو ملك والقلم يؤدى إلى اللوح وهو ملك، واللوح يؤدى إلى إسرافيل، وإسرافيل يؤدى إلى ميكائيل، وميكائيل يؤدى إلى جبرئيل، وجبرئيل يؤدى إلى الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم. قال: ثم قال لي: قم يا سفيان فلا آمن عليك.
أقول: ظاهر ما في الرواية من تفسير غالب الحروف المقطعة بأسماء الله الحسنى أنها حروف مأخوذة من الأسماء إما من أولها كالميم من الملك والمجيد والمقتر، وأما من بين حروفها كاللام من الله والياء من الولي فتكون الحروف المقطعة إشارات على سبيل الرمز إلى أسماء الله تعالى، وقد روى هذا المعنى من طرق أهل السنة عن ابن عباس والربيع بن أنس وغيرهما لكن لا يخفى عليك أن الرمز في الكلام إنما يصار إليه في الإفصاح عن الأمور التي لا يريد المتكلم أن يطلع عليه غير المخاطب بالخطاب فيرمز إليه
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست