تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٤٥
قبل أن يسير بأهله وذلك حين كان يرعى غنم يثرون (1) حمية كاهن مديان فساق الغنم إلى وراء البرية وجاء إلى جبل الله حوريب وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة فناداه الله وكلمه بما كلمه وأرسله إلى فرعون لانجاء بني إسرائيل (2).
ومنها ما ذكرت أن فرعون الذي أرسل إليه موسى غير فرعون الذي أخذ موسى ورباه ثم هرب منه موسى لما قتل القبطي خوفا من القصاص (3).
ومنها أنها لم تذكر ايمان السحرة لما ألقوا عصيهم فصارت حياة فتلقفتها عصا موسى بل تذكر أنهم كانوا عند فرعون وعارضوا موسى في آيتي الدم والضفادع فأتوا بسحرهم مثل ما أتى به موسى عليه السلام معجزة (4).
ومنها أنها تذكر أن الذي صنع لهم العجل فعبدوه هو هارون النبي أخو موسى عليهما السلام وذلك أنه لما رأى الشعب أن موسى أبطأ في النزول من الجبل اجتمع الشعب على هارون وقالوا له: قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا لان هذا (موسى) الرجل الذي أصعدنا من أرض مصر لا نعلم ماذا أصابه؟ فقال لهم هارون: انزعوا أقراط الشعب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها.
فنزع كل الشعب أقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها إلى هارون فأخذ ذلك من أيديهم وصوره بالازميل فصبغه عجلا مسبوكا فقالوا أهذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر (5).
وفى الآيات القرآنية تعريضات للتوراة في هذه المواضع من قصصه عليه السلام غير خفية على المتدبر فيها.
وهناك اختلافات جزئية كثيرة كما وقع في التوراة في قصة قتل القبطي أن

(1) تسمى التوراة أبا زوجة موسى يثرون كأهن مديان.
(2) الأصحاح الثالثة من سفر الخروج.
(3) سفر الخروج، الأصحاح الثاني. الآية 23.
(4) الأصحاح السابع والثامن من سفر الخروج.
(5) الأصحاح الثاني والثلاثون من سفر الخروج.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست