(سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم) آية 95 من السورة. الآيات ان جماعة ممن خرج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم تواطئوا على أن يمكروا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأسروا عند ذلك فيما بينهم بكلمات كفروا بها بعد إسلامهم ثم هموا ان يفعلوا ما اتفقوا عليه بفتك أو نحوه فأبطل الله كيدهم وفضحهم وكشف عنهم فلما سئلوا عن ذلك قالوا: إنما كنا نخوض ونلعب فعاتبهم الله بلسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه استهزاء بالله وآياته ورسوله، وهددهم بالعذاب إن لم يتوبوا، وأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ان يجاهدهم ويجاهد الكافرين.
فالآيات - كما ترى - أوضح انطباقا على حديث العقبة منها على غيره من القصص التي تتضمنها الروايات الاخر الواردة في بيان سبب نزول الآيات، وسنورد جلها في البحث الروائي الآتي إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: (يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبؤهم بما في قلوبهم) إلى آخر الآية. كان المنافقون يشاهدون ان جل ما يستسرون به من شؤون النفاق، ويناجي به بعضهم بعضا من كلمة الكفر ووجوه الهمز واللمز والاستهزاء أو جميع ذلك لا يخفى على الرسول، ويتلى على الناس في آيات من القرآن يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه من وحى الله، ولا محالة كانوا لا يؤمنون بأنه وحى نزل به الروح الأمين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويقدرون ان ذلك مما يتجسسه المؤمنون فيخبرون به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيخرجه لهم في صوره كتاب سماوي نازل عليهم وهم مع ذلك كانوا يخافون ظهور نفاقهم وخروج ما خبوه في سرائرهم الخبيثة لان السلطنة والظهور كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم عليهم يجرى فيهم ما يأمر به ويحكم عليه.
فهم كانوا يحذرون نزول سورة يظهر بها ما أضمروه من الكفر وهموا به من تقليب الأمور على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقصده بما يبطل به نجاح دعوته وتمام كلمته فأمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ان يبلغهم ان الله عالم بما في صدورهم مخرج ما يحذرون خروجه وظهوره بنزول سورة من عنده أي يخبرهم بأن الله منزل سورة هذا نعتها.
وبهذا يستنير معنى الآية فقوله: (يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة) الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ووجه الكلام إليه، وهو يعلم بتعليم الله ان هذا الكلام الذي