ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن فكان على رضي الله عنه ينادى بها.
أقول: والخبر قريب المضمون مما استفدناه من الروايات.
وفيه اخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ان أبا بكر رضي الله عنه أمره ان يؤذن ببراءة في حجة أبى بكر.
قال أبو هريرة: ثم اتبعنا النبي صلى الله عليه وآله سلم عليا رضي الله عنه أمره ان يؤذن ببراءة وأبو بكر رضي الله عنه على الموسم كما هو - أو قال: على هيئته -.
أقول: وقد ورد في عدة من طرق أهل السنة: ان النبي استعمل أبا بكر على الحج عامه ذلك فكان هو أمير الحاج وعلى ينادى ببراءة وقد روت الشيعة انه صلى الله عليه وآله وسلم استعمل للامارة عليا كما أنه حمله تأدية آيات براءة وقد ذكر ذلك الطبرسي في مجمع البيان ورواه العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام، وربما تأيد ذلك بما ورد أن عليا كان يقضى في سفره ذلك، وان النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له في ذلك إذ من المعلوم ان مجرد الرسالة بتأدية براءة لا تتضمن الحكم بالقضاء بين الناس، وأوفق ما يكون ذلك في تلك الأيام بالامارة، والرواية ما سيأتي.
في تفسير العياشي عن الحسن عن علي عليه السلام ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين بعثه ببراءة قال: يا نبي الله إني لست بلسن ولا بخطيب قال صلى الله عليه وآله وسلم: يأبى الله ما بي إلا ان أذهب بها أو تذهب أنت قال: فإن كان لا بد فسأذهب أنا قال: فانطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك ثم وضع يده على فمه فقال: انطلق واقرأها على الناس، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: الناس سيتقاضون الهك فإذا أتاك الخصمان فلا تقض لواحد حتى تسمع الاخر فإنه أجدر ان تعلم الحق.
أقول: وهذا المعنى مروي من طرق الهل السنة كما في الدر المنثور عن أبي الشيخ عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن ببراءة فقلت: يا رسول الله تبعثني وأنا غلام حديث السن وأسال عن القضاء ولا أدرى ما أجيب؟ قال: ما بد من أن تذهب بها أو اذهب بها. قلت: إن كان لابد انا اذهب، قال: انطلق فان الله يثبت لسانك ويهدى قلبك، ثم قال: انطلق واقرأها على الناس.
إلا أن اشتمال الرواية على لفظ اليمن يسئ الظن بها إذ من البين من لفظ آيات براءة أنها مقرة على أهل مكة يوم الحج الأكبر بمكة وأين ذلك من اليمن وأهلها