أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين 50 -. الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون 51 -. ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون 52 -. هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون 53 -.
(بيان) الآية الأولى تفريع واستخراج من الخطاب العام الأخير المصدر بقوله: " يا بني آدم " نظير التفريعات المذكورة لسائر الخطابات العامة السابقة، وما يتلوها بيان لما يستتبعه الكذب على الله وتكذيب آياته من سوء العاقبة والايمان بالله والعمل الصالح من السعادة الخالدة إلا آيتين من آخرها فإن فيهما رجوعا إلى أول الكلام وبيانا لتمام الحجة عليهم بنزول الكتاب.
قوله تعالى: " فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته " تفريع على ما تتضمنه الآية السابقة من أعلام الشريعة العامة المبلغة بواسطة الرسل أي إذا كان الامر على ذلك وقد أبلغ الله دينه العام جميع أولاد آدم وأخبر بما أعده من الجزاء للاخذ به وتركه فمن أظلم ممن استنكف عن ذلك إما بافتراء الكذب على الله، ونسبة دين إليه، ووضعه موضع ما أتى به الرسل من دين التوحيد، وقد أخبر الله أنهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغهم دينه، وإما بالتكذيب لآياته الدالة على وحدانيته وما يتبعه من الشرائع.