القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٧٢
عندما يتقبل الانسان هذه الحقيقة القرآنية يرى نفسه أمام الجمال والكمال اللامتناهي يحيط به من كل جانب وليس فيه خلا أصلا، ينسى كل جمال وكمال في العالم، وحتى نفسه التي هي من تلك الآيات ينساها وينجذب إلى خالق الجمال والكمال قال تعالى: ﴿والذين آمنوا أشد حبا لله﴾ (١).
عند هذا يسلم العبد إراداته واستقلاله إلى الله تعالى كما هو من شؤون الحب والعبودية الخالصة، فينضوي تحت لواء الحق ويدخل في ولايته، كما يقول عز وجل والله ولي المؤمنين (٢). الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور (٣) فيجد حينئذ روحا أخرى ويحيا حياة جديدة ويشرق في قلبه نور الحقيقة، فتتفتح له طرق السعادة ليشق مسيرته الكريمة بين المجتمع، قال تعالى: ﴿أو من كان مؤمنا فأحيينا له نورا يمشي به في الناس﴾ (٤) وقال ﴿أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه﴾ (٥).
وفي آية أخرى يزمع تعالى إلى كيفية حصول هذا النور فيقول ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به﴾ (6).

(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 76 77 78 ... » »»