القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٧٨
وقد أبدل حياته السعيدة الهانئة بحياة نكدة تضاهي حياة الحيوانات الوحشية.
كان النبي إلى حوالي أربعين سنة من عمره يدرك تلك المفاسد الاجتماعية ويتألم من جرائها بالآلام النفسية، ولما بلغ الأربعين من عمره وفق إلى كشف طريق للاصلاح يمكن بواسطته ابدال تلك الحياة الفاسدة بحياة سعيدة فيها كل معاني الخير، وذلك الطريق هو الاسلام الذي كان يتضمن أرقى الدساتير التي كانت تناسب مزاج ذلك العصر.
كان النبي يفرض ان أفكاره الطاهرة هي كلام إلهي ووحي سماوي يلقيها الله تعالى في روعه ويتكلم بها معه. كما كان يفرض روحه الخيرة التي تترشح منها هذه الأفكار لتستقر في قلبه هي الروح الأمين وجبرئيل والملك الذي ينزل الوحي بواسطته.
وسمى النبي بشكل عام القوى التي تسوق إلى الخير وتدل على السعادة بالملائكة، كما سمى القوى التي تسوق إلى الشر بالشياطين والجن. وقد سمى أيضا واجبه الذي أملاه عليه وجدانه بالنبوة والرسالة.
* * * الرأي الذي ذكرناه باختصار هو للباحثين المعتقدين بالله تعالى وينظرون إلى الدين الاسلامي بنظرة فيها شئ من الانصاف والتقييم. أما الملحدون الذين لا يعتقدون بالله تعالى فإنهم
(٧٨)
مفاتيح البحث: العصر (بعد الظهر) (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»