القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٦٨
تدل على مرادها ويكون لمدلولها - وهو التفسير - اعتبار، فلو رجعنا لمعرفة محصل مدلول الآية - وهو التفسير - إلى الحديث لم يبق موضع لعرض الحديث على القرآن.
ان هذه الأحاديث التي أشرنا إليها أحسن شاهد على أن الآيات القرآنية كبقية ما يتكلم به المتكلمون لها مداليلها، وهي في نفسها حجة مع غض النظر عن الأحاديث الواردة في التفسير.
قد تبين من البحوث السابقة أن واجب المفسر هو ملاحظة الأحاديث الواردة في التفسير عن النبي وأئمة أهل البيت عليهم السلام والغور فيها ليعرف طريقتهم، ثم يفسر القرآن الكريم بالمنهج الذي يستفاد من الكتاب والسنة ويأخذ بالأحاديث التي توافق الكتاب ويطرح ما عداها.
نموذج من تفسير القرآن بالقرآن:
قال الله تعالى: ﴿الله خالق كل شئ﴾ (1).
تكرر مضمون هذه الآية الكريمة في أربعة مواضع من القرآن، وبحسب هذا المضمون جميع المخلوقات الموجودة في الكون هي من خلق الله تعالى وصنعه.
ويجب أن لا تغرب عنا هذه النكتة أن في مئات من الآيات صدق موضوع العلية والمعلولية، ونسب فيها فعل كل فاعل

(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»