القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٥٩
وتفسير النيسابوري (1).
والخدمة التي قدمتها هذه الطبقة إلى علم التفسير هي اخراجه من جموده واخضاعه للدرس والبحث، ولكن الانصاف يقتضي القول بأن كثيرا من المباحث التي كتبها هؤلاء حملت على القرآن حملا ولا تدل عليها الآيات.
أسلوب مفسري الشيعة وطبقاتهم:
الطبقات التي ذكرناها هي طبقات المفسرين من السنة ورأينا أن لهم منهجا خاصا في التفسير ساروا على ضوئه من حين نشأته، فجعلوه أحاديث نبوية وأقوال للصحابة والتابعين ولم يجيزوا اعمال النظر فيها لأنه يكون من قبيل الاجتهاد مقابل النص.
ولكن لما ظهر التناقض والتضارب والدس والوضع فيها بدأت الطبقة السادسة تعمل رأيها فيها وتجتهد.
أما المنهج الذي اتخذته الشيعة في تفسير القرآن الكريم فيختلف مع منهج السنة، ولذا يختلف تقسيم طبقاتهم مع الطبقات المذكورة.
تعتقد الشيعة - بنص من القرآن الكريم - حجية أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التفسير، وترى أن الصحابة والتابعين كبقية المسلمين لا حجية في أقوالهم الا ما ثبت أنه

(١) غرائب القرآن، تأليف نظام الدين حسن القمي النيسابوري، توفي سنة ٧٢٨ (ذيل كشف الظنون).
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»