بنظراته الصائبة جعل التوحيد الأساس الأصلي له، واستنتج بقية المعارف الاعتقادية منه ولم يغفل في هذا عن أصغر نكتة ثم استنتج منه الأخلاق الفاضلة وبينها بطرق واضحة جلية ثم بين أعمال الانسان وأفعاله الفردية والاجتماعية وذكر وظائفه حسب ما تدل عليه الفطرة الانسانية، محيلا التفاصيل إلى السنة النبوية.
ومن مجموع الكتاب والسنة نستحصل على الدين الاسلامي بأبعاده البعيدة، الدين الذي حسب لكل الجهات الفردية والاجتماعية في كل الأزمان والعصور حسابها الدقيق المتقن وأعطى حكمها خاليا عن التضاد والتدافع في أجزائه ومواده.
الاسلام الدين الذي يعجز عن تصور فهرس مسائله أكبر حقوقي في العالم طيلة حياته.
وأما اعجاز القرآن في أسلوبه البياني، فان أسلوب القرآن البياني كان من نسخ اللغة العربية في عصرها الذهبي الذي كانت الأمة العربية تتمتع فيه بالفصاحة والبلاغة، وأسلوب القرآن كان شعلة وهاجة تسطع في ذلك العصر. والعرب فقدت الفصاحة والبلاغة في القرن الأول الهجري على أثر الفتوحات الاسلامية وخلط العرب بغيرهم من الأعاجم والبعيدين عن اللغة وأصبحت لغة التخاطب العربية كبقية اللغات فاقدة ذلك الاشراق البلاغي وتلك اللمعة المضيئة. ولكن اعجاز القرآن