القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٤٣
كان بعضهم مصدرا للتعلم، وكان الذين يأخذون منهم القراءة يروونها عنهم بصورة مسندة، وكثيرا ما كانوا يحفظون القراءة المروية عن الأستاذ.
كان مثل هذا الحفظ والرواية هو مقتضى طبع العصر، لأن الخط المعمول في ذلك الزمن هو الخط الكوفي الذي كانت الكلمة تقرأ فيه بعدة وجوه، فكان لا بد من التلقي من الأستاذ والحفظ والراوية عنه.
ومن جهة أخرى كانت العامة تعيش في أمية لا تقرأ ولا تكتب، وليس لهم طريق للضبط الا الحفظ والرواية، وبقيت هذه السنة متبعة في العصور التالية أيضا.
طبقات القراء:
الطبقة الأولى من القراء هم قراء الصحابة الذين اشتغلوا بالتعليم والتعلم في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وكان جماعة منهم قد جمع القرآن كله، ومنهم امرأة تسمى بأم ورقة بنت عبد الله بن حارث (1).
(يراد بالجمع المنسوب في الأحاديث إلى أربعة من الأنصار أو خمسة أو ستة أو أكثر انهم تعلموا وحفظوا القرآن كله لا التأليف وترتيب السور والآيات في مصحف، والا لم يبق مجال للتأليف والترتيب في زمن الخليفة الأول والثالث. وما نراه في

(1) الاتقان 1 / 74.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»