القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٣٩
ويستدل على دعواه بآياته ويتحدى الجن والإنس على أن يأتوا بمثله، لا يمكن لاثباته ونفي التغيير والتحريف عنه التثبت بالأدلة والشواهد أو تأييد شخص أو فئة لاثبات مدعاه.
نعم، أوضح دليل على أن القرآن الذي هو بأيدينا اليوم هو القرآن الذي نزل على النبي الكريم ولم يطرأ عليه أي تحريف أو تغيير، أن الأوصاف التي ذكرها القرآن نفسه موجودة اليوم كما كانت في السابق.
يقول القرآن: انني نور وهداية وأرشد الناس إلى الحق والحقيقة.
ويقول: انني أبين ما يحتاج اليه الانسان ويتفق مع فطرته السليمة.
ويقول: انني كلام الله تعالى، ولو لم تصدقوا فليجتمع الانس والجن للاتيان بمثله، أو ليأتوا بمثل محمد الأمي الذي لم يدرس طيلة حياته وليقل لهم مثل ما نطق به محمد، أو انظروا في هل تجدون اختلافا في أسلوبي أو معارفي أو أحكامي.
ان هذه الأوصاف والمميزات باقية في القرآن الكريم.
أما الارشاد إلى الحق والحقيقة ففي القرآن الذي بأيدينا بيان تام للاسرار الكونية بأدق البراهين العقلية، وهو الملجأ الوحيد لدستور الحياة السعيدة الهانئة، ويدعو الانسان بمنتهى الدقة إلى الايمان طالبا خيره وحسن مآله.
وأما بيان ما يحتاج اليه الانسان في حياته فان القرآن
(١٣٩)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (7)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»