القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٣٦
كتبوا خمس نسخ من القرآن، فجعلوا نسخة منها في المدينة وأرسلوا نسخة إلى مكة ونسخة إلى الشام ونسخة إلى الكوفة ونسخة إلى البصرة. ويقال ان غير هذه النسخ الخمس أرسلت نسخة أيضا إلى اليمين ونسخة إلى البحرين. وهذه النسخة هي التي تعرف بمصحف الامام، وجميع نسخ القرآن مكتوبة على احدى هذه النسخ.
الاختلاف الموجود (١) بين هذه النسخ والمصحف الأول أن في المصحف الأول كانت سورة البراءة بين المئين وسورة الأنفال في المثاني، وفي مصحف الامام وضعت سورة الأنفال والبراءة في مكان واحد بين سورة الأعراف وسورة يونس.
اهتمام المسلمين بالقرآن:
لقد قلنا إن الآيات والسور كانت موزعة عند المسلمين قبل الجمع الأول والثاني، وكانوا يهتمون بشأنها بالغ الاهتمام. وبالإضافة إلى هذا كان جماعة من الصحابة والتابعين من القراء وجمع القرآن تم بحضور هؤلاء وهم كلهم قد قبلوا المصحف إلى وضع تحت تصرفهم واستنسخوا بلا رد ولا ايراد.
وحتى في الجمع الثاني (جمع عثمان) أرادوا حذف الواو من آية ﴿والذين يكنزون الذهب والفضة﴾ (2) فمنعوهم من هذا

(١) الاتقان ١ / ٦٢.
(٢) سورة التوبة: ٣٤.
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»