القرآن في الإسلام - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٠٧
قصد السبيل ومنها جائر) (1).
ط - حقيقة الوحي مخفية علينا:
ما استنتجناه من الأبحاث السابقة هو أن حياة الانسان مقدمة للوصول إلى سعادته النوعية، ووظيفة الارشاد إليها على عاتق الخلقة ولا يمكن الوصول إليها من طريق العقل، فلا بد من طريق غير الفكر يتمكن الانسان من معرفة واجبه في الحياة بدلالته، وهذه الدلالة هي دلالة الوحي.
ان ما يقتضيه الدليل هو هذا القدر من وجود التنبه الخاص في نوع الانسان، ولا نقول أن هذا الالتفات والتنبيه يجب أن يكون في جميع الناس، لأنهم يختلفون كثيرا في صفاء الضمائر وخبثها، والتنبه المذكور لا يكون الا فيمن بلغ الغاية في الصفاء والاستقامة، وهو نادر يتحقق في الأوحدي من الناس. ولذا نرى القرآن الكريم يذكر جماعة على أنهم رسل الله وأنبياؤه ولا يذكر أعدادهم كاملة، كما لم يصرح الا باسم أربعة وعشرين منهم (2).

(١) سورة النحل: ٩.
(٢) آدم، نوح، هود، صالح، إبراهيم، لوط، إسماعيل، اليسع، ذو الكفل، الياس، يونس، إسحاق، يعقوب، يوسف، شعيب، موسى هارون، داود، سليمان، أيوب، زكريا، يحيى، إسماعيل صادق الوعد عيسى، محمد.
هؤلاء الأنبياء المذكورون في القرآن بأسمائهم، وهناك بعض الأنبياء أشير إليهم فيه كالأسباط في سورة النساء الآية 163، والنبي الذي أشار على بني إسرائيل بانتخاب لوط للملك في سورة البقرة آية 246، والنبي المشار اليه في سورة البقرة آية 258، والأنبياء المشار إليهم في سورة يس آية 14.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»