قصد السبيل ومنها جائر) (1).
ط - حقيقة الوحي مخفية علينا:
ما استنتجناه من الأبحاث السابقة هو أن حياة الانسان مقدمة للوصول إلى سعادته النوعية، ووظيفة الارشاد إليها على عاتق الخلقة ولا يمكن الوصول إليها من طريق العقل، فلا بد من طريق غير الفكر يتمكن الانسان من معرفة واجبه في الحياة بدلالته، وهذه الدلالة هي دلالة الوحي.
ان ما يقتضيه الدليل هو هذا القدر من وجود التنبه الخاص في نوع الانسان، ولا نقول أن هذا الالتفات والتنبيه يجب أن يكون في جميع الناس، لأنهم يختلفون كثيرا في صفاء الضمائر وخبثها، والتنبه المذكور لا يكون الا فيمن بلغ الغاية في الصفاء والاستقامة، وهو نادر يتحقق في الأوحدي من الناس. ولذا نرى القرآن الكريم يذكر جماعة على أنهم رسل الله وأنبياؤه ولا يذكر أعدادهم كاملة، كما لم يصرح الا باسم أربعة وعشرين منهم (2).