كما أشير إلى هذه الدقيقة في بينة الياء التي هي اخر الحروف الهجائية فجاء اخرها الألف كما أن أولها الألف ثم إن زبرها العشرة التي هي المراتب الخمس في قوس النزول والمراتب الخمس في قوس الصعود ولذا تكتب بصورة قوسين وجامع العشرة الكاملة هو الانسان فزبر الياء وظاهرها العشرة التي هي شرح الانسان الكامل الذي هو شرح الاسم الأعظم بل هو عين الاسم الأعظم وفى الوحي الإلهي يس والسين حرف الانسان لكونها ميزان الحروف لمعادلة زبرها وبينتها حيث إن كلا منهما ستون وهذا من خاصية هذا الحرف العلى والانسان الكامل ميزان الله تعالى لمعادلة قويته العلامة والعمالة ولمعادلة مجمله مع مفصله الذي هو العالم الكبير وقد ورد ان الميزان هو أمير المؤمنين علي (ع) ومن موصوفة أو موصولة والثاني أليق ليكون تنبيها على أنه تعالى هو المعروف بتلك الصلات والصفات عند الفطرة الأولى التي فطر الناس عليها فلا يذهب العقول إلى غيره تعالى حتى عقول الكفار كما قال تعالى ولئن سئلتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله وحين قال الخليل (ع) ان الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب لم ينكره نمرود بل بهت لان فطرته حاكمة بان القادر على ذلك ليس الا هو ودلع لسانه وادلعه أخرجه وتشبيه الصباح في النفس بالشخص المتكلم استعارة مكنية واثبات اللسان الذي هو من ملايمات المشبه به استعارة تخييلية كما في قوله وإذ المنية انشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع والمراد بلسان الصباح إما الشمس عند طلوعها واما النور المرتفع عن الأفق قبل طلوعها ويق له عمود الفجر والفجر المستطيل وبلج الصبح أضاء وأشرق كانبلج وتبلج وأبلج وكل متضح أبلج ورجل بلج طلق الوجه ويق لنقاوة ما بين الحاجبين البلج ومنه قول الحريري والذي زين الجباه بافطرر والعيون بالحور والحواجب بالبلج والمباسم بالفلج والباء في نطق للملابسة والجار والمجرور حال من اللسان وإضافة النطق إلى التبلج بيانية أو لامية أو من قبيل لجين الماء في قوله والريح تعبث بالغصون وقد جرى * ذهب الأصيل على لجين الماء والضمير للصباح ويمكن ان يكون لمن دلع وكذا الضماير التي بعده بان يكون الإضافات من باب الإضافة لأدنى ملابسة وهو كون المضافات معاليل الله تعالى والملك لله كقوله تعالى ولا اعلم ما في نفسك على أن يكون المراد هو النفس الكلية لا على أن يطلق النفس على ذات الله تعالى من باب صنعة المشاكلة أو يكون الإضافة هنا من إضافة المصدر إلى المفعول أي بناطقيته لأجل اشراقه الحسى باشراق الله المعنوي فان الله نور السماوات والأرض نورا عينيا قيوما
(٤)