ومهيتها وإن كانت مصحوبة بالوجود كذلك المخترعات والمبدعات كالعقل الأول مثلا لكون وجودها مسبوقا بهذه الليسية وقد يطلق ويراد به الحادث الدهري والسرمدي وهو ما هو مسبوق الوجود بالعدم المقابل أيضا لكن لا العدم السيال في السلسلة العرضية بل العدم الثابت الدهري في السلسلة الطولية وبيان ذلك انا علمناك ان المعبر عنه للعدم ليس الا الوجود باعتبار خصوصية انحائه لفقد كل مرتبة للمرتبة الأخرى فكما ان كل حد وقطعة من هذه السلسلة العرضية التي مر انها كخط ذي اجزاء بالقوة متصل واحد بالفعل عدم لحد اخر وقطعة أخرى كذلك كل حد ومرتبة من السلسلة الطولية من حسم الكل وطبع الكل ومثال الكل ونفس الكل وعقل الكل من المثل الإلهية المعبر عنها بأصحاب الأصنام وأرباب الطلسمات والأنوار القاهرة الأعلون عدم لحد اخر ومرتبه أخرى وكما أن الدورة السابقة عدم واقعي وعدم مقابل للدورة اللاحقة لكونهما مرتبتين من الوجود كذلك كلية السلسلة العرضية بالنسبة إلى عالم من العوالم الطولية لكونهما أيضا في مرتبتين من الوجود الا ان وعاء العدم في العرض هو الزمان وفى الطول هو الدهر إذ وعاء العدم السابق في الحقيقة وعاء للوجود السابق والوجود السابق في العرض سيال ووعاء السيارات هو الزمان والوجود السابق في الطول ثابت لكونه دار القرار والسماوات مطوية والأرض مبدلة ووعاء الثابتات هو الدهر والسرمد فالعالم مسبوق الوجود بالعدم الدهري لكونه مسبوق الوجود بالوجود الدهري كوجود العقل مثلا واما وجود العقل فهو مسبوق بالعدم السرمدي لكون الوجود السابق عليه وجودا سرمديا أعني وجود الواجب تعالى فالعالم حادث دهري والعقل حادث سرمدي وكما أن قطعة من الصورة المتصلة الممتدة الفايضة على المادة يوم السبت وقطعة يوم الأحد وهكذا وهذا أمر نشأ من المواضعة والا فكل انين مفروضين يوم مضى ويوم يأتي كما هو تأويل قوله جل شانه كل يوم هو في شأن فكم من كوكب يطلع في الليل ويغرب والليل باق وحين يبزغ الشمس التي هي سلطان الكواكب تقولون أنتم جاء النهار وليس عند نفسها ولا عند الأفلاك المحيطة بها نهار وليل بهذا المعنى بل بالمعنى الذي ذكرنا لكون وجودها أيضا سيالا كذلك كل مرتبة من المراتب الستة الطولية من المرتبة الأحدية والواحدية والجبروت والملكوت
(١٥)