شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٦
عليه ما هو اجراه ويعود فيه ما هو أبداه ويحدث فيه ما هو أحدثه اذن لتفاوتت ذاته ولتجزء كنهه ولامتنع من الأزل معناه ولكان له وراء إذ وجد له امام ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان لا يتغير بحال ولا يتبدل في الأحوال ولا تبليه الليالي والأيام ولا يغيره الضياء والظلام ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج وفى خطبة أخرى الحمد لله الذي لم يسبق له حال حالا فيكون أولا قبل ان يكون اخرا وظاهرا قبل ان يكون باطنا لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن ولم ينأ عنها فيقال هو منها باين وقال صلوات الله عليه هو في الأشياء على غير ممازجة خارج منها على غير مباينة فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه وامام كل شئ ولا يقال له امام داخل في الأشياء لا كشئ في شئ داخل وخارج منها لا كشئ من شئ خارج وروى الصدوق في كتاب التوحيد عن أبي إبراهيم موسى ابن جعفر (ع) أنه قال إن الله تبارك وتعالى لم يزل بلا زمان ولا مكان وهو الان كما كان لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان ولا يحل في مكان ما يكون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه احتجب بغير حجاب محجوب واستتر بغير ستر مستور لا اله الا هو الكبير المتعال وقال بعض العارفين عرفت الله بجمعه بين الأضداد ونظم بعضهم بقوله فان قلت بالتنزيه كنت مقيدا * وان قلت بالتشبيه كنت مجددا وان قلت بالامرين كنت مسددا * وكنت إماما في المعارف سيدا فإياك والتشبيه ان كنت ثابتا * وإياك والتنزيه ان كنت مفردا وإذا كان هذا هكذا فلما نزهه الداعي صار المقام مقام نفى التقييد واثبات الإحاطة لعلمه وقدرته ونوريته فقال لا متحيرا فيه ولا مفرغا إليه ولا مطمئنا به ولا مولعا عليه وبالجملة لا معبود الا أنت فان لكل موجود نصيبا من المعبودية لكونه محتاجا إليه بوجه في نظام الكل فللمحتاج تذلل له ولذا كان عبده رسوله الخاتم ومن ثم ومن أجل ان العبد الحقيقي وما في يده من وجوده الذي في عينه الثابت وتوابع وجوده من حوله وقوته وخيراته لمولاه وهو صلى الله عليه وآله كان هذا شانه قدم كلمة عبده في التشهد على رسوله فهو صلى الله عليه وآله عبده بما هو هو ونحن لسنا كذلك الا باعانته ووسيلته اللهم قرب وسيلته وارزقنا شفاعته حتى أن من غلب عليه
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»