شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ١٢
ولا نفس ولا طبع ولا غيرها كذلك هذا الاشراق بذاته ليس كيفا ولا كما ولا غير هما بل باعتبار المهيات الموجودة به فبهذا الاعتبار كل أية توجد في الكتاب الافاقى توجد بعينها في الكتاب الا نفسي إذ قد تقرر في العلوم الحقيقية ان الأشياء تحصل بأنفسها ومهياتها في الذهن والوجود أيضا مقول بالتشكيك كما أن في البدن أيضا نظيرها على ما طبقوا الاخلاط الأربعة على الفصول والأعضاء السبعة الرئيسة على الكواكب السبعة السيارة وحركة الشرايين والقلب على الحركة الوضعية الفلكية وغير ذلك وقد أشار أمير المؤمنين وامام الموحدين (ع) إلى ذلك بقوله دواؤك فيك ولا تبصر * ودائك منك ولا تشعر * وأنت الكتاب المبين الذي بأحرفه يظهر المضمر * أتزعم انك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الأكبر * وعن الصادق (ع) كما في الصافي أو عن أمير المؤمنين علي (ع) على ما قال ابن جمهور س الصورة الانسانية هي أكبر حجج الله على خلقه وهي الكتاب الذي كتبه كتبه بيده وهي الهيكل الذي بناه بحكمته وهي مجموع صور العالمين وهي المختصر من اللوح المحفوظ وهي الشاهدة على كل غايب وهي الحجة على كل جاحد وهي الطريق المستقيم إلى كل خير وهي الجسر الممدود بين الجنة والنار وقد أخبر بعض العارفين عن سعة القلب بقوله لو أن العرش وما حواه اجتمعت في زاوية من زوايا قلبي لما أحسست به وقد قيل بالفارسية أي نسخه ء نامه ء إلهي كه توئى وى آيينه جمال شاهي كه توئى * بيرون ز تو نيست هرچه در عالم هست * در خود بطلب هر آنچه خواهى كه توئى وقد قلت في أبيات منها فلك دوران زند بر محور دل * وجود هر دو عالم مظهر دل هر آن نقشى كه بر لوح از قلم رفت * نوشته دست حق بر دفتر دل * نهفته مهر پاكان در نهادش كز أصل پاك آمد كوهر دل اقراء كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وفى أنفسكم أفلا تبصرون سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق من عرف نفسه فقد عرف ربه يا قديم الذي لك جميع انحاء القدم اسما وسرمدا ودهرا وذاتا وزمانا وحقيقيا وإضافيا وينكشف معاني هذه بمعرفة معاني الحدوث فالحادث قد يطلق ويراد به الإضافي وهو ما هو الأقل بقاء كالحوادث بالنسبة إلى الأفلاك فالقديم الذي يقابله ما هو الأكثر بقاء والأكبر سنافا لأب بالنسبة إلى الابن قديم اضافي وقد يطلق
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»