أتفعل ذلك؟ فقال برأسه: لا، فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع، فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه، فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل، قال: بعضها إلى أثر بعض، " ترميهم بحجارة من سجيل " قال: كان مع كل طير ثلاثة أحجار، حجر في منقاره، وحجران في مخالبه، وكانت ترفرف على رؤوسهم، وترمي في دماغهم، فيدخل الحجر في دماغهم، ويخرج من أدبارهم، وينتقض أبدانهم، فكانوا كما قال: " فجعلهم كعصف مأكول "، قال: العصف: التبن، والمأكول:
هو الذي يبقى من فضله (1).
وفي الكافي: عن الصادق (عليه السلام) ما في معناه بروايتين مع زيادات واختلافات في ألفاظه، وقال في إحداهما: وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها، فكانت تحاذي برأس الرجل ثم يرسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد إلا رجل هرب، فجعل يحدث الناس بما رأى، إذ طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال: هذا الطير منها، وجاء الطير حتى حاذى رأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات (2).
وعن الباقر (عليه السلام): إنه سئل عن قوله تعالى " وأرسل عليهم طيرا أبابيل " قال: كان طير ساف جاءهم من قبل البحر، رؤوسها كأمثال رؤوس السباع، وأظفارها كأظفار السباع، من الطير مع كل طائر ثلاثة أحجار في رجليه حجران، وفي منقاره حجر، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم بها، وما كان قبل ذلك رئي شئ من الجدري ولا رأوا من ذلك الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده، قال: ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضرموت، وهو واد دون اليمن أرسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين، قال: وما رئي في ذلك الوادي ماء قط قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة، قال: ولذلك سمي حضرموت حين ماتوا فيه (3).
وفي العلل: عنه (عليه السلام) ما يقرب منه (4). وفي قرب الإسناد: عن الكاظم (عليه السلام) إن أبرهة بن يكسوم، قاد الفيل إلى بيت الله الحرام ليهدمه، قبل مبعث النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال عبد المطلب: إن لهذا