وما أدريك ما عليون 19 كتب مرقوم 20 يشهده المقربون 21 * (وما أدريك ما عليون * كتب مرقوم * يشهده المقربون) *: في الكافي: عن الباقر (عليه السلام) قال: إن الله خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، وقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الآية " كلا إن كتب الأبرار لفي عليين * وما أدريك ما عليون * كتب مرقوم * يشهده المقربون " وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه، وأبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوى إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية " كلا إن كتب الفجار لفي سجين * وما أدريك ما سجين * كتب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين " (1).
أقول: الأفاعيل المتكررة والإعتقادات الراسخة في النفوس بمنزلة النقوش الكتابية في الألواح، فمن كانت معلوماته أمورا قدسية، وأخلاقه زكية، وأعماله صالحة، يأتي كتابه بيمينه، أي من جانبه الأقوى الروحاني، وهو جهة عليين، وذلك لأن كتابه من جنس الألواح العالية، والصحف المكرمة المرفوعة المطهرة (2) " بأيدي سفرة * كرام بررة " (3) " يشهده المقربون " (4)، ومن كانت معلوماته مقصورة على الجرميات، وأخلاقه سيئة، وأعماله خبيثة يأتي كتابه بشماله، أي من جانبه الأضعف الجسماني، وهو جهة سجين، وذلك لأن كتابه من جنس الأوراق السفلية، والصحائف الحسية القابلة للإحتراق، فلا جرم يعذب بالنار، وإنما عود الأرواح إلى ما خلقت منه كما قال الله سبحانه: " كما بدأكم تعودون " (5) فما خلق من عليين فكتابه في عليين، وما خلق من سجين فكتابه في سجين.