كم تركوا من جنت وعيون 25 وزروع ومقام كريم 26 ونعمة كانوا فيها فكهين 27 كذلك وأورثناها قوما آخرين 28 فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين 29 وقيل: أي مفتوحا ذا فجوة واسعة، أو ساكنا على هيئته (1).
* (إنهم جند مغرقون * كم تركوا) *: كثيرا تركوا.
* (من جنت وعيون * وزروع ومقام كريم) *: محافل مزينة ومنازل حسنة.
* (ونعمة) *: وتنعم.
* (كانوا فيها فكهين) *: متنعمين. القمي: قال: النعمة في الأبدان، فاكهين أي مفاكهين النساء (2).
* (كذلك وأورثناها قوما آخرين * فما بكت عليهم السماء والأرض) *:
قيل: مجاز عن عدم الاكتراث بهلاكهم، والاعتداد بوجودهم (3).
القمي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه مر عليه رجل عدو لله ولرسوله فقال: " فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين " ثم مر عليه الحسين (عليه السلام) ابنه فقال: لكن هذا لتبكين عليه السماء والأرض، وقال: " فما بكت عليهم السماء والأرض " إلا على يحيى بن زكريا (عليه السلام)، وعلى الحسين بن علي (عليهم السلام) (4).
وفي المجمع: عن الصادق (عليه السلام) قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا، وعلى الحسين بن علي (عليهم السلام) أربعين صباحا ولم تبك إلا عليهما، قيل: فما بكاؤها؟ قال: كانت تطلع حمراء وتغيب