التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤١٨
ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون 12 أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين 13 * (هذا عذاب أليم) *: روي في حديث أشراط الساعة: أول الآيات: الدخان، ونزول عيسى (عليه السلام)، ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر، قيل: وما الدخان؟
فتلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية، وقال: يملأ ما بين المشرق والمغرب، يمكث أربعين يوما وليلة، أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكام، وأما الكافر فهو كالسكران، يخرج من منخريه وأذنيه ودبره (1).
أقول: أبين بسكون الموحدة وفتح المثناة من تحت رجل ينسب إليه عدن.
وفي الجوامع: عن علي (عليه السلام) دخان يأتي من السماء قبل قيام الساعة يدخل في أسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ (2) ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص يمتد ذلك أربعين يوما (3).
والقمي: قال: ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر يغشي الناس كلهم الظلمة فيقولون:
" هذا عذاب أليم " (4) (5).
* (ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون) *: وعد بالإيمان أن يكشف العذاب عنهم.
* (أنى لهم الذكرى) *: من أين لهم، وكيف يتذكرون بهذه الحالة.
* (وقد جاءهم رسول مبين) *: أبان لهم ما هو أعظم منها في ايجاب الأذكار من الآيات والمعجزات.

١ - أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٤٧، س ٢١.
٢ - الحنيذ بإهمال الأول وإعجام الآخر بينهما النون ثم الياء: المشوي، والخصاص: الفرجة منه (قدس سره).
٣ - جوامع الجامع: ص ٤٣٨، س ١٩، الطبعة الحجرية. ٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٩٠، س ٢٠.
٥ - قيل ذلك حين قحطوا بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهز وكان الرجل يري بين السماء والأرض الدخان وكان يحدث الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان منه (قدس سره).
أقول: العلهز - بكسر العين وإسكان اللام وكسر الهاء قبل الزاي -: القراد الضخم، وقيل: المراد به الوبر المخلوط بالدم. مجمع البحرين: ج ٤، ص 27، مادة " علز ".
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»