التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٨٤
وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتب وجيئ بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون 69 رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن رأسه وهو يقول: الحمد لله والله أكبر، فقال جبرئيل (عليه السلام): عد بإذن الله، ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال: قم بإذن الله فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول: يا حسرتاه يا ثبوراه، ثم قال له جبرئيل (عليه السلام): عد إلى ما كنت فيه بإذن الله عز وجل، فقال: يا محمد هكذا يحشرون يوم القيامة، فالمؤمنون يقولون: هذا القول وهؤلاء يقولون ما ترى (1).
* (وأشرقت الأرض بنور ربها) *: قيل: بما أقام فيها من العدل سماه نورا لأنه يزين به البقاع، ويظهر الحقوق كما سمي الظلم ظلمة.
ففي الحديث الظلم: ظلمات يوم القيامة (2).
والقمي: عن الصادق (عليه السلام) في هذه الآية قال: رب الأرض: إمام الأرض قيل: فإذا خرج يكون ماذا قال إذا؟ يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر، ويجتزئون بنور الإمام (عليه السلام) (3).
وفي إرشاد المفيد: عنه (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنور ربها، واستغنى العباد عن ضوء الشمس ونور القمر، وذهبت الظلمة (4).
* (ووضع الكتب) *: للحساب.
* (وجيئ بالنبيين والشهداء) *: القمي: الشهداء: الأئمة (عليهم السلام)، والدليل على ذلك قوله في سورة الحج: " ليكون الرسول شهيدا عليكم " (5) وتكونوا أنتم يا معشر الأئمة شهداء

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٥٣، س ٦.
٢ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٢٨، س ١٣.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٥٣، س ١٨.
٤ - الإرشاد للشيخ المفيد: ص ٣٦٣.
٥ - الحج: ٧٨.
(٢٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 ... » »»