التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٨١
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيمة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون 67 من الشكرين " يعني بل الله فاعبد بالطاعة، وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك وابن عمك (1).
* (وما قدروا الله حق قدره) *: ما قدروا عظمته في أنفسهم حق تعظيمه حيث وصفوه بما لا يليق به.
في التوحيد: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له لما شبهه العادلون بالخلق المبعض المحدود في صفاته ذي الأقطار والنواحي المختلفة في طبقاته، وكان عز وجل الموجود بنفسه لا بأداته، انتفى أن يكون قدروه حق قدره فقال: تنزيها لنفسه عن مشاركة الأنداد، وارتفاعا عن قياس المقدرين له بالحدود من كفرة العباد " وما قدروا الله حق قدره " الآية فما دلك القرآن عليه من صفاته (2) فاتبعه ليتوسل بينك وبين معرفته، وأتم به واستضئ بنور هدايته فإنها نعمة وحكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين، وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ولا في سنة الرسول وأئمة الهدى (عليهم السلام) أثره، فكل علمه إلى الله عز وجل فإن ذلك منتهى حق الله عليك (3).
وعن الباقر (عليه السلام) إن الله لا يوصف، وكيف يوصف، وقد قال في كتابه: " وما قدروا الله حق قدره " فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك (4).
والقمي: قال: نزلت في الخوارج (5).

١ - الكافي: ج ١، ص ٤٢٧، ح ٧٦، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية.
٢ - وفي نسخة: [من صفته]، كما في المصدر.
٣ - التوحيد: ص ٥٥، س ١، ح ١٣، باب ٢ - التوحيد ونفي التشبيه. وفيه: " فأتبعه ليوصل ".
٤ - التوحيد: ص ١٢٧ - ١٢٨، ح ٦، باب ٩ - القدرة.
٥ - تفسير القمي: ج ٢، ص 251 - 252.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»