التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٢٨٦
فلما قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النضر وعقبة، خافت الأنصار أن يقتل الأسارى كلهم، فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: يا رسول الله قد قتلنا سبعين وأسرنا سبعين وهم قومك وأساراك فهبهم لنا يا رسول الله وخذ منهم الفداء وأطلقهم، فأنزل الله عليهم: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا)، فأطلق لهم أن يأخذوا الفداء ويطلقوهم وشرط أن يقتل منهم في عام قابل بعدد من يأخذوا منهم الفداء فرضوا منه بذلك، وتمام الحديث مضى في سورة آل عمران.
(15) يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا كثيرا بحيث يرى كثرتهم كأنهم يزحفون، أي يدنون. القمي: أي يدنو بعضهم من بعض. فلا تولوهم الادبار:
بالانهزام.
(16) ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال: لأن يكر بعد الفر لان يخيل عدوه أنه منهزم وهو من مكايد الحرب. أو متحيزا إلى فئة: أو منحازا إلى فئة أخرى من المسلمين ليستعين بهم. فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير: العياشي:
عن الكاظم عليه السلام إلا متحرفا لقتال قال: متطردا، يريد الكرة عليهم أو متحيزا يعني متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة فمن انهزم حتى يجوز صف أصحابه فقد باء بغضب من الله.
(17) فلم تقتلوهم: بقوتكم، يعني إن افتخرتم بقتلهم فأنتم لم تقتلوهم. ولكن الله قتلهم: بأن أنزل الملائكة، وألقى الرعب في قلوبهم، وقوى قلوبكم. وما رميت: أنت يا محمد. إذ رميت ولكن الله رمى: حيث أثرت الرمية ذلك الأثر العظيم. القمي: يعنى الحصى الذي حمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورمى به في وجوه قريش، وقال: شاهت الوجوه (1).

1 - اي قبحت يقال شاه يشوه شوها وشوه شوها ورجل اشوه وامرأة شوهاء.
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست