شئ وخاف أن يقسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الغنائم وأسلاب القتلى بين من قاتل ولا يعطي من تخلف على خيمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا فاختلفوا فيما بينهم حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: لمن هذه الغنائم؟ فأنزل الله: (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) فرجع الناس وليس لهم في الغنيمة شئ ثم أنزل الله بعد ذلك (واعلموا أنما غنمتم) الآية فقسمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهم، فقال سعد بن أبي وقاص: يا رسول الله أتعطي فارس القوم الذي يحميهم مثل ما تعطي الضعيف؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ثكلتك أمك وهل تنصرون إلا بضعفائكم قال: فلم يخمس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببدر، وقسم بين أصحابه، ثم استقبل بأخذ الخمس بعد بدر فاتقوا الله: في الاختلاف والمشاجرة.
وأصلحوا ذات بينكم: الحال التي بينكم بالمواساة، والمساعدة فيما رزقكم الله، وتسليم أمره إلى الله والرسول. وأطيعوا الله ورسوله: فيه إن كنتم مؤمنين: فإن الأيمان يقتضي ذلك.
(2) إنما المؤمنون: أي الكاملون في الأيمان. الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم:
فزعت لذكره استعظاما له وهيبة من جلاله. وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا: ازدادوا بها يقينا وطمأنينة نفس. وعلى ربهم يتوكلون: وإليه يفوضون أمورهم فيما يخافون ويرجون.
(3) الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون.
(4) أولئك هم المؤمنون حقا: لأنهم حققوا إيمانهم بضم مكارم الأخلاق ومحاسن أفعال الجوارح إليه. لهم درجات عند ربهم: كرامة وعلو منزلة. ومغفرة: لما فرط منهم.
ورزق كريم: أعد لهم في الجنة. القمي: نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام، وأبي ذر، وسلمان، ومقداد.
وفي الكافي، والعياشي: عن الصادق عليه السلام بتمام الأيمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الأيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، وبالنقصان دخل المفرطون النار. ويأتي صدر الحديث في أواخر سورة التوبة إن شاء الله.