التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ٢٢
بينهم العداوة بالافعال والبغضاء بالقلوب إلى يوم القيمة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون بالجزاء والعقاب.
(15) يا أهل الكتب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب كنعت (محمد صلى الله عليه وآله) وآية الرجم في التورية وبشارة عيسى بأحمد (صلى الله عليه وآله) في الإنجيل ويعفوا عن كثير مما تخفونه لا يخبر به. القمي قال يبين النبي كثيرا مما أخفيتموه مما في التوراة من أخباره ويدع كثيرا لا يبينه.
وفي المجمع عن الباقر (عليه السلام) عند تفسير يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من هذه السورة ان امرأة من خيبر ذات شرف بينهم زنت مع رجل من أشرافهم وهما محصنان فكرهوا رجمهما فأرسلوا إلى يهود المدينة وكتبوا إليهم أن يسألوا النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك طمعا في أن يأتي لهم برخصة فانطلق قوم منهم كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد وشعبة بن عمرو ومالك بن الضيف وكنانة بن أبي الحقيق وغيرهم فقالوا يا محمد أخبرنا عن الزاني والزانية إذا أحصنا ما حدهما فقال (صلى الله عليه وآله) وهل ترضون بقضائي في ذلك قالوا نعم فنزل جبرئيل بالرجم فأخبرهم بذلك فأبوا أن يأخذوا به فقال جبرئيل (عليه السلام) اجعل بينك وبينهم ابن صوريا ووصفه له فقال النبي (صلى الله عليه وآله) هل تعرفون شابا أمرد أبيض أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا قالوا نعم قال فأي رجل هو فيكم قالوا هو أعلم يهودي بقي على ظهر الأرض بما أنزل الله على موسى قال فأرسلوا إليه ففعلوا فأتاهم عبد الله بن صوريا فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) إني أنشدك الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى وفلق لكم البحر فأنجاكم وأغرق آل فرعون وظلل عليكم الغمام وأنزل عليكم المن والسلوى هل تجدون في كتابكم الرجم على من أحصن قال ابن صوريا نعم والذي ذكرتني به لولا خشية أن يحرقني رب التورية أن كذبت أو غيرت ما اعترفت لك ولكن أخبرني كيف هي في كتابك يا محمد قال (صلى الله عليه وآله) إذا شهد أربعة رهط عدول أنه قد أدخله فيها كما يدخل الميل في المكحلة وجب عليه الرجم فقال ابن صوريا هكذا أنزل الله في التوراة على موسى (عليه السلام) فقال له النبي (صلى
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست