التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٢ - الصفحة ١٥٩
على أنفسهم أنهم كانوا كافرين: ذم لهم على سوء نظرهم وخطأ رأيهم فإنهم اغتروا بالحياة الدنيا واللذات المخدجة (1) وأعرضوا عن الآخرة بالكلية حتى كان عاقبة أمرهم أن اضطروا إلى الشهادة على أنفسهم بالكفر والاستسلام للعذاب المخلد تحذيرا للسامعين من مثل حالهم.
(131) ذلك: أي إرسال الرسل ان لم يكن لان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم: ظالما أو بسبب ظلم فعلوه. وأهلها غافلون: لم ينبهوا برسول.
(132) ولكل: من المكلفين. درجات: مراتب. مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون: فيخفى عليه عمل أو قدر ما يستحق به من ثواب أو عقاب، وقرئ بالخطاب.
(133) وربك الغنى: عن عباده، وعن عبادتهم. ذو الرحمة: يترحم عليهم بالتكليف ليعرضهم (2) للمنافع العظيمة التي لا يحسن إيصالهم إليها إلا بالاستحقاق إن يشأ يذهبكم: أيها العصاة. ويستخلف من بعدكم ما يشاء: وينشئ من بعد هلاككم و إذهابكم خلقا غيركم يطيعونه يكونوا خلفا لكم. كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين: قرنا بعد قرن.
(134) إن ما توعدون: من الحشر والثواب والعقاب. لآت: لكائن لا محالة وما أنتم بمعجزين: بخارجين من ملكه يقال: أعجزني كذا أي فاتني وسبقني.
(135) قل يا قوم اعملوا على مكانتكم: قيل: على غاية تمكنكم واستطاعتكم أو على حالكم التي أنتم عليها، وقرئ مكاناتكم حيث ما وقع. إني عامل:
على مكانتي التي أنا عليها وهو تهديد، والمعنى أثبتوا على كفركم وعداوتكم فإني ثابت

1 - في الخبر كل صلاة لا يقرء فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج أي نقصان وصف بالمصدر للمبالغة يقال خدجت الناقة فهي خادج إذا ألقت ولدها قبل تمام الأيام وإن كان تمام الخلق وفي حديث علي (عليه السلام) في ذي الثدية مخدج اليد أي ناقص اليد.
2 - قوله تعالى وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا أي أظهرناها حتى يراها الكفار يقال عرضت الشئ فأعرض أي أظهرته فظهر.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست