على أنفسهم أنهم كانوا كافرين: ذم لهم على سوء نظرهم وخطأ رأيهم فإنهم اغتروا بالحياة الدنيا واللذات المخدجة (1) وأعرضوا عن الآخرة بالكلية حتى كان عاقبة أمرهم أن اضطروا إلى الشهادة على أنفسهم بالكفر والاستسلام للعذاب المخلد تحذيرا للسامعين من مثل حالهم.
(131) ذلك: أي إرسال الرسل ان لم يكن لان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم: ظالما أو بسبب ظلم فعلوه. وأهلها غافلون: لم ينبهوا برسول.
(132) ولكل: من المكلفين. درجات: مراتب. مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون: فيخفى عليه عمل أو قدر ما يستحق به من ثواب أو عقاب، وقرئ بالخطاب.
(133) وربك الغنى: عن عباده، وعن عبادتهم. ذو الرحمة: يترحم عليهم بالتكليف ليعرضهم (2) للمنافع العظيمة التي لا يحسن إيصالهم إليها إلا بالاستحقاق إن يشأ يذهبكم: أيها العصاة. ويستخلف من بعدكم ما يشاء: وينشئ من بعد هلاككم و إذهابكم خلقا غيركم يطيعونه يكونوا خلفا لكم. كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين: قرنا بعد قرن.
(134) إن ما توعدون: من الحشر والثواب والعقاب. لآت: لكائن لا محالة وما أنتم بمعجزين: بخارجين من ملكه يقال: أعجزني كذا أي فاتني وسبقني.
(135) قل يا قوم اعملوا على مكانتكم: قيل: على غاية تمكنكم واستطاعتكم أو على حالكم التي أنتم عليها، وقرئ مكاناتكم حيث ما وقع. إني عامل:
على مكانتي التي أنا عليها وهو تهديد، والمعنى أثبتوا على كفركم وعداوتكم فإني ثابت