التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ١ - الصفحة ٤٤
تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي فقال عمر فهل وقت لإظهاره معلوم؟ قال علي (عليه السلام): نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به.
وقال في احتجاجه (عليه السلام) على الزنديق الذي جاء إليه مستدلا بآي من القرآن متشابهة يحتاج إلى التأويل وكان من سؤاله إني أجد الله قد شهر هفوات أنبيائه بقوله * (وعصى آدم ربه فغوى) * وبتكذيبه نوحا (عليه السلام) لما قال: إن ابني من أهلي. بقوله: إنه ليس من أهلك، وبوصفه إبراهيم (عليه السلام) بأنه 3 عبد كوكبا مرة ومرة قمرا ومرة شمسا، وبقوله في يوسف (عليه السلام): ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه، وبتهجينه موسى (عليه السلام) حيث قال: رب أرني أنظر إليك. قال: لن تراني. الآية. وببعثه إلى داود جبرئيل وميكائيل حيث تسوروا المحراب إلى آخر القصة، وبحبسه يونس في بطن الحوت حيث ذهب مغاضبا مذنبا، وأظهر خطأ الأنبياء وزللهم ثم ورى اسما من اغتر وفتن خلقه وضل وأضل وكنى عن أسمائهم في قوله (عليه السلام): * (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني) * فمن هذا الظالم الذي لم يذكر من اسمه ما ذكر من أسماء الأنبياء. ثم قال: وأجده قد بين فضل نبيه على سائر الأنبياء. ثم خاطبه في أضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الازراء عليه وانخفاض محله وغير ذلك من تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء مثل قوله: ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين، وقوله: ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا، وقوله:
وتخفى في نفسك ما الله مبديه والله أحق أن تخشاه، وقوله ما أدري ما يفعل بي ولا بكم، وهو يقول: ما فرطنا في الكتب من شئ وكل شئ أحصيناه في إمام مبين، فإذا كانت الأشياء تحصى في الإمام وهو وصي النبي (صلى الله عليه
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 نبذة من حياة المؤلف 2
2 ديباجة الكتاب 7
3 المقدمة الأولى: في نبذة مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفي فضله 15
4 المقدمة الثانية: في نبذة مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو عند أهل البيت (عليهم السلام) 19
5 المقدمة الثالثة: في نبذة مما جاء في أن جل القرآن إنما نزل فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم وبيان سر ذلك 24
6 المقدمة الرابعة: في نبذة مما جاء في معاني وجوه الآيات وتحقيق القول في المتشابه وتأويله 29
7 المقدمة الخامسة: في نبذة مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه 35
8 المقدمة السادسة: في نبذة مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويله ذلك 40
9 المقدمة السابعة: في نبذة مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه 56
10 المقدمة الثامنة: في نبذة مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات والقراءات والمعتبرة منها 59
11 المقدمة التاسعة: في نبذة مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك 64
12 المقدمة العاشرة: في نبذة مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة 67
13 المقدمة الحادية عشرة: في نبذة مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها 70
14 المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في التفسير 75
15 تفسير الاستعاذة 79
16 سورة الفاتحة وهي سبع آيات 80
17 سورة البقرة وهي 286 آية 90
18 سورة آل عمران وهي 200 آية 315
19 سورة النساء وهي 177 آية 413