الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٤ - الصفحة ١٣٢
قوله تعالى (وصدقت بكلمات ربها وكتبه) قال فيه (يجوز أن يراد بالكلمات الصحف التي أنزلها الله تعالى على إدريس وغيره سماها كلمات لقصرها الخ) قال أحمد: وهو يعتقد حدوث كلام الله ويجحد الكلام القديم، فلا جرم أن كلامه لا يعدو الإشعار بأن كلمات الله متناهية، لأنه في الوجه الأول جعلها مجموعة جمع قلة لقصرها، وفى الثاني حصرها بقوله جميع وأين وصفه لها بالقصر والحصر من الآيتين التوأمتين اللتين إحداهما قوله - قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى - والأخرى قوله - ولو أن ما في الأرض من شجرة الأقلام - الآية، وما هو في الحقيقة إلا غير مؤمن بكلمات الله تعالى، فالحق أن كلام الله تعالى صفة من صفات كماله أزلية أبدية غير متناهية، فهكذا آمنت امرأة فرعون المتلو ثناؤها في كتاب الله العزيز ثبتنا الله على الإيمان ووقانا الخذلان، والله المستعان.
عاد كلامه، قال (وامرأة فرعون اسمها آسية بنت مزاحم، وما نقل في الحديث أن عائشة قالت: يا رسول الله لم سمى الله المؤمنة ولم يسم الكافرة؟ فقال: بغضا لها الخ)
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 132 133 134 135 136 137 ... » »»