قوله تعالى (والسماء وما بناها. والأرض وما طحاها. ونفس وما سواها) قال فيه: جعلها بعضهم مصدرية في الثلاث وليس بالوجه إلخ.
قوله تعالى (فألهمها فجورها وتقواها) قال فيه (معنى إلهام الفجور والتقوى إفهامهما وإعقالهما وأن أحدهما حسن والآخر قبيح وتمكينه إلخ) قال أحمد: بين في هذا الكلام نوعين من الباطل، أحدهما في قوله معنى إلهام الفجور والتقوى إفهامهما وإعقالهما، وأن أحدهما حسن والآخر قبيح، والذي يكنه في هذه الكلمات اعتقاد أن الحسن والقبح مدركان بالعقل، ألا ترى إلى قوله إعقالهما: أي خلق العقل الموصل إلى معرفة الحسن القبح وقبح القبيح، وإنما اغتنم في هذا فرصة إشعار الإلهام بذلك، فإنه ربما يظن أن إطلاقه على العلم المستفاد من السمع بعيد والذي يقطع دابر هذه النزغة أنا وإن قلنا إن الحسن والقبح لا يدركان إلا بالسمع لأنهما راجعان إلى الأحكام الشرعية التي ليست عندنا بصفات الأفعال فإنا لا نلغي حظ العقل من إدراك الأحكام الشرعية، بل لا بد في علم كل حكم شرعي من المقدمتين: عقلية وهي الموصلة إلى العقيدة، وسمعية مفرعة عليها وهي الدالة على خصوص الحكم، على أن تعلقه بظاهر لو سلم ظهوره في قاعدة قطعية بمعزل عن الصواب. النزغة الثانية وهي التي كشف القناع في إبرازها أن التزكية وقسميها ليسا مخلوقين لله تعالى بل لشركائه المعتزلة، وإنما نعارضه في الظاهر من