الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٤ - الصفحة ٢٤٤
قوله تعالى (ويتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى) قال (الأشقى: الكافر لأنه أشقى من الفاسق، والنار الكبرى: السفلى من أطباق النار). قال أحمد: يشير إلى خلود الفاسق مع الكافر في أسافل النار، والفاسق أعلى منه كما تقدم له التصريح بذلك كثيرا. عاد كلامه، قال: وقوله (ثم لا يموت فيها ولا يحيى) لان الترجح بين الحياة والموت أفظع من الصلي الخ.
قوله تعالى (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) (نقل عن علي أنه قال: هو التصدق بصدقة الفطر وقال: لا أبالى أن لا أجد في كتابي غيرها الخ) قال أحمد: في تلقى هذين الحكمين الأخيرين من الآية تكلف، أما الأول فلان العطف وإن اقتضى المغايرة فيقال بموجبها، فنحن إن قلنا: إن تكبيرة الاحرام جزء من الصلاة فالجزء مغاير للكل، فلا غرو أن يعطف عليه، والمغايرة مع الجزئية ثابتة والحالة هذه. وأما الثاني فلان الاسم معرف بالإضافة، وتعريف الإضافة عهدي عند محققي الفن، حتى إن القائل إذا قال: جاءني غلام زيد ولزيد غلامان، فإنما تفهم من قوله معينا منهم بسابق عهد بينك وبينه هذا مهيع تعريف الإضافة، والمعهود في افتتاح الصلاة
(٢٤٤)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الصّلاة (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 239 240 242 243 244 245 246 248 249 251 ... » »»