الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٣٩٠
فجرى الشرط والجزاء على مقتضاهما لغة، وانتظم ذلك بمقتضى الأدلة العقلية على بطلان تقدم المراد على الإرادة عقلا، ومثل هذا يقدر في قوله - ولا يرضى لعباده الكفر - أي لا يجازى غير الكافر مجازاة المغضوب عليه من النكال والعقوبة.
(قوله تعالى أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قال هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) قال (سئل الحسن عمن يتمادى على المعاصي ويرجوا الخ) قال أحمد: كلام الحسن رضي الله عنه صحيح غير منزل على كلام الزمخشري بقرينة حاله، فإن الحسن أراد أن المتمادي على المعصية مصرا عليها غير تائب إذا غلب رجاؤه خوفه كان متمنيا لأن اللائق بهذا أن يغلب خوفه رجاءه، ولم يرد الحسن إقناط هذا من رحمة الله تعالى وحاشاه، وأما قرينة حال الزمخشري فإنها تنم على ما أضمره من إيراد هذه المقالة، فإن معتقده أن مثل هذا العاصي وإن كان موحدا يحب خلوده في نار جهنم، ولا معنى لرجائه ولتنميته صحة هذا المعتقد، أورد مقالة الحسن كالتزام إلى تتميم هذه النزعة، وعما قليل يقرع سمعه ما في أنباء هذه السورة.
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 393 396 397 398 ... » »»