الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٣ - الصفحة ٣٨٣
نعم الله لا تحصى فكيف تحصر بالتثنية، وغيرهما من أهل السنة كإمام الحرمين وغيره يجوز حملهما على القدرة والنعمة، ويحيب عما ذكراه بأن المراد نعمة الدنيا والآخرة، وهذا مما يحقق تفضيله على إبليس إذ لم يخلق إبليس لنعمة الآخرة، وعلى أن المراد القدرة، فالتثنية تعظيم ومثل ذلك يوجد في اللغة كثيرا. المعتقد الثاني أن النبي أفضل من الملك والزمخشري شديد العصبية في هذه المسألة، والإنكار على من قال بذلك من أهل السنة لاجرم أنه أجرم في بسط كلامه على آدم عليه السلام، فمثل قصته في انحطاط مرتبته على زعمه عن مرتبة الملائكة بقول الملك لوزيره: زر بعض سقاط الحشم، فجعل سقاط حشم الملك مثالا لآدم الذي هو عنصر الأنبياء عليهم السلام، وأقام لإبليس عذره وصوب اعتقاده أنه أفضل من آدم لكونه من نار وآدم من طين، وإنما غلطه من جهة أخرى وهو أنه لم يقس نفسه على الملائكة إذ سجدوا له على علمهم أنه بالنسبة إليهم محطوط الرتبة ساقط المنزلة، وجعل قوله تعالى
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 378 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»