الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٥٠٣
بوقوعه، ولا يجوز للنبي النطق بما لا يسوغ لمثل هذه الفائدة التي عينها الزمخشري ويمكن حصولها بدونه، فالظاهر في الجواب والله أعلم أن طلبة زكريا إنما كانت ولدا من حيث الجملة وبحسب ذلك أجيب، وليس في الإجابة ما يدل على أنه يولد له وهو هرم، ولا أنه من زوجته وهى عاقر فاحتمل عنده أن يكون الموعود وهما بهذه الحالة، واحتمل أن تعادلهما قوتهما وشبابهما كما فعل الله ذلك لغيرهما، أو أن يكون الولد من غير زوجته العاقر، فاستبعد الولد منهما وهما بحالهما فاستخبر أن يكون وهما كذلك فقيل كذلك: أي يكون الولد وأنتما كذلك، فقد انصرف الإبعا إلى عين الموعود فزال الإشكال، والله أعلم.
(٥٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 492 495 496 501 502 503 504 512 515 517 518 ... » »»