الإنصاف فيما تضمنه الكشاف - ابن المنير الإسكندري - ج ٢ - الصفحة ٤٩٦
تأخيره والله أعلم. ولقد تأملت من فصاحة هذه الآي والمخالفة بينها في الأسلوب عجبا، ألا تراه في الأولى أسند الفعل إلى ضميره خاصة بقوله - فأردت أن أعيبها - وأسنده في الثانية إلى ضمير الجماعة والمعظم نفسه في قوله - فأردنا أن يبدلهما ربهما - وخشينا أن يرهقهما، ولعل إسناد الأول إلى نفسه خاصة من باب الأدب مع الله تعالى لأن المراد ثم عيب فتأدب بأن نسب الإعابة إلى نفسه، وأما إسناد الثاني إلى الضمير المذكور فالظاهر أنه من باب قول خواص الملك أمرنا بكذا أو دبرنا كذا، وإنما يعنون أمر الملك ودبر، ويدل على ذلك قوله في الثالثة - فأراد ربك أن يبلغا أشدهما - فانظر كيف تغايرت هذه الأساليب ولم تأت على نمط واحد مكرر يمجها السمع وينبو عنها، ثم انطوت هذه المخالفة على رعاية الأسرار المذكورة، فسبحان اللطيف الخبير.
(٤٩٦)
مفاتيح البحث: الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 491 492 495 496 501 502 503 504 512 ... » »»