خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ٧٩
إذا قبل رجل معتم بعمامة، فجعل ابن عباس - رضي الله عنه - لا يقول قال رسول الله إلا وقال الرجل: قال رسول الله.
فقال له ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟ قال: فكشف العمامة عن وجهه وقال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله - بهاتين وإلا فصمتا، ورأيته بهاتين والا فعميتا - يقول: علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله.
أما اني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوما من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد اني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي صلى الله عليه وآله وسلم راكعا، فأومى إليه بخنصره اليمنى - وكان يتختم فيها - فأقبل السائل حتى [أخذ الخاتم من خنصره] وذلك بعين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال:
اللهم [ان] موسى سألك [و] قال: ﴿رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري﴾ (1) فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: (سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا). (2) وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي " عليا " أشدد به ظهري.
قال أبو ذر: فما استتم رسول الله صلى الله عليه وآله الكلمة حتى نزل عليه جبريل صلى الله عليه وآله وسلم

(١) سورة طه: ٢٠ / ٢٥ - ٣٢.
(٢) سورة القصص: ٢٨ - 35.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست