وتعزيره مهجته وأجر السفارة بينه تعالى وبين أمته المودة في أولى القربى.
وفسر " أولى القربى " من هم بقوله: " علي وفاطمة والحسن والحسين " فوجبت مودتهم كوجوب مودة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقامت مقام مودة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا وجبت كوجوب مودته وجب لهم من فرض الطاعة ما يجب له صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا وجب لهم من فرض الطاعة ما وجب [له، وجب] الاقتداء بهم، ولم يجب ذلك لهم الا من حيث كانت النفس واحدة بدليل قوله تعالى: * (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) * (1) ونفسه: علي صلى الله عليهما وآلهما، ونساؤه: فاطمة، وابناه: الحسن والحسين صلى الله عليهما وسيجئ فيما بعد ذكر ذلك بطرقه إن شاء الله تعالى.
ويدل أيضا على وجوب الطاعة لهم قوله تعالى * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) * (2) وإذا كانت مودتهم كمودة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجب أن تكون طاعتهم كطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم [و] صارت كطاعة الله تعالى لموضع قوله تعالى: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) *.
وهذا من أدل دليل على وجوب الاقتداء بهم عليهم السلام ومعنى " الا " في هذه الآية بمعنى " غير " ومعناه التفخيم لأمرهم والتعظيم لهم، وذلك مثل قول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب أراد ب " غير " المبالغة في المدح، إليه ذهب عمرو بن الجاحظ في كتابه الذي صنف للمأمون في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.