هذه المنازل عدم نظيره ووجب تفرده وثبت له من ولاء الأمة ما ثبت لرسول الله (ص) وفى هذا عمدة لمستبصر وعدة لمستنصر قال يحيى بن الحسن قد وفينا بما وعدنا في صدر هذا الكتاب من ذكر أنواعه وفنونه وابنا عن غرايب مضمونه ولنا فيه كلام حنكته تجارب التكرار وأحكمته ما رب السهار يستعذب مستمعه الإعادة له وان مل ويستحلي قاريه الإطالة له إذا قل رتقه أبهر من الحجيج وفتقه أزهر من الخليج باغراض الحكم أبصر ولأغراض الكلم استر ولذوي الاقتداء انصر ولذوي الاعتداء أقهر ولوجوه الضلال وابصاره البر وأحسر من قدح الزناد أنور من نور الرياض انظر ومن نشر الأذفر أعطر وانشر قد اتقد جر براعته وانتقد كسب بضاعته وافتقد مثل صناعته والتام عازب شواهده وايتلف شارد مقاصده وابتكر فيزيده ونشر وديده وحذرف وليده وطفق زنادا للمتقدين وزادا للمهتدين وقلت ارتجالا جاهدت فيك بقولي واللسان له فضل على السيف في الغفران للحوب لا يهتدى السيف في طرق اليان إلى لهج اللسان ولا سمر الأنابيب فالقول تخدمه الأسياف لامعة في الحرب ما بين معطوف ومضروب لولا اللسان لما سل الحسام ولا التفت جموع على الجرد السلاهيب فكن بها منقذي في يوم مطلعي والناس ما بين محبوب ومجبوب والحمد لله رب العالمين سنة 1311
(١٠)