خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ٤٦
أولاده، بمثل قوله:
وتلقوا ربيع الأبطحين محمدا * على ربوة في رأس عنقاء عيطل وتأوى إليه هاشم، إن هاشما * عرانين كعب آخر بعد أول ومثل قوله:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل يطيف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل فإن هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذنابي من الناس، وإنما هو من مديح الملوك والعظماء، فإذا تصورت انه شعر أبي طالب، ذاك الشيخ المبجل العظيم في محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو شاب مستجير به، معتصم بظله من قريش، قد رباه في حجره غلاما وعلى عاتقه طفلا، وبين يديه شابا، يأكل من زاده، ويأوى إلى داره علمت موضع خاصية النبوة وسرها، وان أمره كان عظيما وان الله تعالى أوقع في القلوب والأنفس له منزلة رفيعة ومكانا جليلا (1).
2 - محمد بن يحيى بن البطريق، انظر ترجمته في تأسيس الشيعة 130.
نكات يجب التنبيه عليها 1 - قد أطبقت كلمة المترجمين لشيخنا المؤلف على أن اسمه هو: يحيح بن الحسن بن الحسين فما في تعليقات بعض الأعاظم بترجمته، بالحسن بن الحسين محمول على سهو القلم ويصحح بسقوط لفظ " يحيى " قبل الحسن.

(1) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد 14 / 63 طبع مصر.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست