خصائص الوحي المبين - الحافظ ابن البطريق - الصفحة ٣٢
في علي (1).
وقال ابن عباس: نزلت في علي أكثر من ثلاثمائة آية في مدحه (2).
ونكتفي في ترجمة علي - عليه السلام - بكلمتين عن تلميذيه اللذين كانا معه سرا وجهرا، ونحيل الباقي إلى الكتاب الذي بين يديك الآن:
1 - قال ابن عباس - عندما سئل عن علي فقال -: رحمة الله على أبي الحسن كان والله علم الهدى وكهف التقى وطود النهى ومحل الحجى وغيث الندى، ومنتهى العلم للورى، ونورا أسفر في الدجى، وداعيا إلى المحجة العظمى ومستمسكا بالعروة الوثقى، أتقى من تقمص وارتدى، وأكرم من شهد النجوى بعد محمد المصطفى، وصاحب القبلتين، وأبو السبطين، وزوجته خير النساء فما يفوقه أحد، لم تر عيناي مثله، ولم أسمع بمثله، فعلى من أبغضه لعنة الله ولعنة العباد إلى يوم التناد (3).
2 - إن معاوية سأل ضرارا بن جزء بعد موت علي عنه، فقال: صف لي عليا فقال: أو تعفيني؟ قال: صفه، قال: أو تعفيني؟ قال: لا أعفيك، قال: أما إذ لا بد فأقول ما أعلمه منه:
والله كان بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلا، ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان والله غزير الدمعة، طويل الفكرة، يقلب كفيه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ما جشب.
كان والله كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه ويبتدئنا إذا أتيناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة، ولا نبتدئه عظمة، إن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي

(١) الصواعق المحرقة الباب التاسع الفصل الثالث ٧٦.
(٢) تاريخ الخلفاء ١٧٢.
(٣) ميزان الاعتدال ١ / 484.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست