تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٧٢٨
وما عليك ألا يزكى (7) وأما من جآءك يسعى (8) وهو يخشى (9) فأنت عنه تلهى (10) كلا إنها تذكرة (11) فمن شآء ذكره (12) في صحف مكرمة (13) مرفوعة مطهرة (14) بأيدي سفرة (15) كرام بررة (16) قتل الانسن مآ أكفره (17) من أي شىء خلقه (18) من نطفة خلقه فقدره (19) ثم السبيل يسره (20) ثم أماته فأقبره (21) ثم إذا شآء أنشره (22) كلا لما يقض مآ أمره (23)) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عبد الله بن شريح بن مالك الفهري، وهو ابن أم مكتوم، وعنده صناديد قريش: أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وأخوه شيبة، والعباس بن عبد المطلب، وأبي وأمية ابنا خلف، يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم، فقال: يا رسول الله، أقرئني وعلمني مما علمك الله، وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم، فكره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قطعه لكلامه، وعبس، وأقبل على القوم يكلمهم (1)، فنزلت، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكرمه ويقول إذا رآه " مرحبا بمن عاتبني فيه ربي " واستخلفه على المدينة مرتين (2) (3).

(١) قال الشيخ الطوسي تعليقا على هذه الرواية: وهذا فاسد لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أجل الله قدره عن هذه الصفات، وكيف يصفه بالعبوس والتقطيب وقد وصفه بأنه على خلق عظيم؟!
وقال الشريف المرتضى في جوابه على هذه الآية: أما ظاهر الآية فغير دال على توجهها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا فيها ما يدل على أنه خطاب له (صلى الله عليه وآله وسلم) بل هي خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه، وفيها ما يدل عند التأمل على أن المعني بها غير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قرآن ولا خبر مع الأعداء المنابذين فضلا عن المؤمنين المسترشدين. انظر التبيان: ج ١٠ ص ٢٦٨، وتنزيه الأنبياء للشريف المرتضى علم الهدى: ص 118 - 119.
(2) أنظر أسباب النزول للواحدي: ص 385 ح 903.
(3) في المجمع بعد نقله هذه الرواية وجواب علم الهدى قال: وقد روي عن الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم) أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء ابن أم مكتوم، فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه.
(٧٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 723 724 725 726 727 728 729 730 731 732 733 ... » »»