(هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزآبن السموات والارض ولكن المنفقين لا يفقهون (7) يقولون لئن رجعنآ إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله ى وللمؤمنين ولكن المنفقين لا يعلمون (8) يأيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموا لكم ولا أولدكم عن ذكر الله ومن يفعل ذا لك فأولئك هم الخسرون (9) وأنفقوا من ما رزقنكم من قبل أن يأتى أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصلحين (10) ولن يؤخر الله نفسا إذا جآء أجلها والله خبير بما تعملون (11)) ازدحم على الماء في غزاة بني المصطلق رجل من المهاجرين ورجل من بني عوف بن الخزرج واقتتلا، فغضب عبد الله بن أبي وقال: والله، ما مثلنا مثلهم إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، أما والله (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) يعني: بالأعز نفسه وبالأذل رسول الله، ثم قال لقومه: ماذا فعلتم بأنفسكم، أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم؟ أما والله لو أمسكتم عنهم فضل الطعام لم يركبوا رقابكم، فلا تنفقوا عليهم (حتى ينفضوا) من حول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمع بذلك زيد بن أرقم - وهو حدث - فقال: أنت والله الذليل القليل المبغض في قومك، ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في عز من الرحمن ومودة وقوة من المسلمين، فقال عبد الله: اسكت، فإنما كنت ألعب، فأخبر زيد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل إلى عبد الله وقال: ما هذا الذي بلغني عنك؟ قال: والله الذي أنزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من ذلك، وإن زيدا لكاذب، وذلك قوله تعالى: (اتخذوا أيمنهم جنة) وقال الحاضرون: يا رسول الله، شيخنا وكبيرنا، لا تصدق عليه كلام
(٥٦٨)