تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٥٤٧
ظنونكم صدق إيمانهن، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول للممتحنة: بالله الذي لا إله إلا هو ما خرجت من بغض زوج، بالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض، بالله ما خرجت التماس دنيا، بالله ما خرجت إلا حبا لله ولرسوله. (الله أعلم بإيمنهن) منكم لأنكم لا تكسبون فيه علما تطمئن معه نفوسكم وإن استحلفتموهن ورزتم أحوالهن، وعند الله حقيقة العلم به (فإن علمتموهن مؤمنت) العلم الذي يبلغه وسعكم، وهو غالب الظن بظهور الأمارات (فلا) تردوهن (إلى) أزواجهن (الكفار) لأنه لا حل بين المشرك والمؤمنة، (وءاتوهم) وأعطوا أزواجهن (ما أنفقوا) أي: ما دفعوا إليهن من المهر.
ثم نفى عنهم الجناح في تزوج هؤلاء المهاجرات إذا آتوهن أجورهن - أي:
مهورهن - لأن المهر أجر البضع (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) قرئ بالتخفيف والتشديد (1)، العصمة: ما يعتصم به من عقد أو سبب، أي: لا يكن بينهم وبين الكافرات عصمة، ولا علقة زوجية، سواء كن حربيات أو ذميات، (وسئلوا ما أنفقتم) من مهور أزواجكم اللاحقات بالكفار، (وليسئلوا ما أنفقوا) من مهور نسائهم المهاجرات (ذلكم حكم الله) يعني جميع ما ذكر في هذه الآية (يحكم بينكم) كلام مستأنف، أو: حال من (حكم الله) على حذف الضمير، أي: يحكمه الله، أو: جعل الحكم حاكما، على المبالغة.
(وإن فاتكم شىء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فاتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل مآ أنفقوا واتقوا الله الذي أنتم به ى مؤمنون (11) يأيها النبي إذا جآءك المؤمنت يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيا

(1) وبالتشديد أي: (تمسكوا) هي قراءة أبي عمرو وحده. راجع كتاب السبعة في القراءات:
ص 634.
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 542 543 544 545 546 547 548 549 551 552 553 ... » »»