تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٦
(ورزقنهم من الطيبت) يريد ما أحله لهم وأطاب من الأرزاق (وفضلنهم على العلمين) في كثرة الأنبياء منهم، (وءاتينهم بينت) آيات معجزات (من الأمر) من أمر الدين (فما اختلفوا فيه) فما وقع بينهم الخلاف في الدين (إلا من بعد ما جآءهم) ما يوجب دفع (1) الخلاف وهو (العلم)، وإنما اختلفوا لبغي حدث بينهم، أي: لعداوة وحسد.
(ثم جعلناك على شريعة) أي: طريقة ومنهاج (من) أمر الدين، وأصله:
الشريعة التي هي الطريق إلى الماء (فاتبعها) أي: فاتبع شريعتك الثابتة بالبراهين والمعجزات (ولا تتبع أهوآء) الجهال من قومك (الذين لا يعلمون) الحق (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) إن اتبعت أهواءهم.
(هذا) القرآن (بصئر للناس) جعل سبحانه ما فيه من معالم الدين والشرائع بمنزلة البصائر في القلوب، كما جعله روحا وحياة (وهدى) وهو هدى للناس (ورحمة) من الله.
(أم حسب الذين اجترحوا السيات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصلحت سوآء محياهم ومماتهم سآء ما يحكمون (21) وخلق الله السموات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون (22) أفرءيت من اتخذ إلهه هوله وأضله الله على علم وختم على سمعه ى وقلبه ى وجعل على بصره ى غشوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون (23) وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنآ إلا الدهر وما لهم بذا لك من علم إن هم إلا يظنون (24) وإذا تتلى عليهم ءايتنا بينت ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بابآبنآ إن كنتم

(1) في بعض النسخ: " رفع ".
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»